أنـــا قــد تـعبــت ولــم يـعـد فـي الـقـلب مـايـكفـي الـجـراح ..أنـفـقـت كـل الـصبـر عـنـدك والـتجلـد والتـجمــل والسـمــاح..انــا مـاتـركــت لــمقبـل الايــام شيئــا اذا ظننتــك آخــر التــطــواف فــي الــدنيــا فـسـرحـت الـمـراكــب كـلهــا وقصصــت عــن قـلبي الجناح ..أنا لم اعد أقــوي ومــوعــدنــا الــذي قــد كــان راح..!!
وعلي الطريق هناك بعد وداعنا..رجع الفؤاد محلقا في رحلة البحث الطويلة عن سماك..وأتيت وحدي كنت أنت رفيق دربي, قل لي بربك كيف طال جفاك؟؟!! وهربت من طيف الغرام تساءلت عيناي عنك وكيف ضاع هواك؟ واذا به طيف الهوا يجري ورائي هاتفا كالباكي..!! يبكي لأنني قلتها.. قد قلت يوما ربمــا أنساك..!!
رجل كأنّ به مسًّا من تلفون ، لا تدرين وهو يجتاح حياتك هاتفيًّا.. نسبة العقل فيه من الجنون رجل يهاتفك بعدد ساعات النهار يبعث لك رسالة حيثما ذهب، ليقول لك شيئًا مهمًّا لا يحتمل التأجيل : "أحتاجك في كلّ لحظة"..!!
فـي أغلب الأحيـان..نحتـرق شوقـاً علـى أرصفـة الانتظـار دون أن يشعـر بنـا مـن نسميهـم أحبتنـا..لنكتشـف في النهـايـة أننـا لا نشكـل سوي وهـمـاً في حياتهم..فلا نمـلك حينئذ إلا أن نكـذب كثيـراً علـى مشاعـرنـا .. ونقـرر رغمـاً عنـا أن نغيـب.."" ونرضـى أن نحتـرق في شوقنـا علـى أن نحترق بلهيب لا مبالاتهم..!!
افترقنا دون وداع كما التقينا دون سلام..هكذا تحدث الأشياء معه دائما..في الواقع لم يحاول أحدنا أن يستبقي الآخر, بكلمة إضافية, أو بنظرة..كان لنا إحساس مشترك بأننا على موعد أجمل.!!أعترف بأنني كنت أتمنى لو انه بقي أكثر..لو أنه قال لي أشياء اكثر..ولكن ماحدث أنني تقبلت ذلك اللقاء, كما جاء. مدهشاً.. مباغتًا.. موجزًا..علي أمل لقاء آخر