قلت إلى اللقاء... فقال بل الوداع..
في مساءٍ أرهقته الهموم... وفيض الغموم...
ولدتْ مشاعر.. وولدتُ معها..
أهدهدها كما تهدهد الأم وليدها..
قصةٌ بدأت.. نسجتها بيديّ..
أرمقها بنبض قلبي.. وأرعاها بفيض ودادي..
أتُراكَ تعي ما أقول.. وتشعر بقلبي يصول ويجول؟...
لا تخفْ..
فقد أضحى في ضحى من البؤس غريق..
وفي أشواقه لهيبٌ وحريق..
يشتكيك.. في حنانٍ يرتجيك..
لكنك لم تبالِ.. وهوى صرحٌ من تعالِ.
في بئر من الآلآم سحيقة..
وتهاوت مَعَها آمال ٌ عميقة..
أين أنت؟..
بل أين قلبك الحاني..ألا يرى خلفه قلباً يعاني!!..
يشتكي مُرَّ التجافي..
يا خاطرا .. في فؤادي..
لاح في نورٍ واخنفى في هوة وادي.
أملٌ وودادٌ وصفاء...
بل أين أنت يا نهر العطاء..
ولم في صدرك هذا الجفاء..
يا ترى أين الوفاء..
بعد هذا جئتُ في شوقٍ أقول.. إلى اللقاء..
قال في شموخ الكبرياء..
أيّ لقاء..
لقد كان اللقاء فيما مضى..
واليوم حانت لحظةٌ تشفي الجروح..
هي لحظة مُرّها يبقى قروح..
هاتفته.. يكفي كفى..
فأنت لم تحبْ يوما ودُ اللقاء..
فلتهاجر ياودادي.. حاملا طوق فؤادي..
ضمن أسراب الطيور..تختال في سرور وغرور.
واتركْ الأشواقَ تُحرقْ. في لهيبها قلباً وتُغرق..
ولتذكر..
كما غرد طيرٌ وناح..
أو قمت مع نور الصباح..
أنا قلباً يكتوي.. يرتجي.. في حنانٍ يبتغي..
كم كان في حكم الضعيف.. وكنتَ في حكم القوي..
وكيف ينتصر الضعيف على القوي؟؟...
قلتُ وقلبي في صراع..
أحقا ما تريد هو الوداع؟..
ولساني يرتجف...ودموع عيني لاتجف..
إذن الوداع..